يحذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من خروج الأطفال وقت المغرب أو قبيل الغروب بقليل. ويجب أن يكون المنع حتى تذهب شدة الظلمة وهي الوقت الذي بين المغرب والعشاء. ويشير هذا إلى أهمية الحفاظ على سلامة الأطفال وعدم تعريضهم للمخاطر في هذا الوقت الحساس من اليوم.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذٍ. فإذا ذهبت ساعة من الليل فخلوهم". ويعني هذا أن الشياطين تصبح نشطة في هذا الوقت وقد تتسبب في إيذاء الأطفال. لذا يجب أن يتم منعهم من الخروج خلال هذه الفترة.
وأوضح الإمام النووي في شرح صحيح مسلم أن الوقت المحدد لمنع الأطفال هو عند الغروب. وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا ترسلوا فواشيكم وصبيانكم إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء. فإن الشياطين تنبعث إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء". وبناءً على هذا الحديث، يجب أن يتم منع الأطفال من الخروج في هذا الوقت لحمايتهم من أي خطر قد يواجهونه.
في شرحه، ذكر الإمام النووي أن الفواشي هي كل ما ينتشر من المال مثل الإبل والغنم وغيرها من البهائم. ويشير بعض العلماء إلى أن الفحمة في العشاء هي ظلمتها وسوادها. وذكر صاحب نهاية الغريب أن الظلمة التي تكون بين صلاة المغرب والعشاء تسمى الفحمة، وبين صلاة العشاء والفجر تسمى العسعسة.
يُسمح بخروج الأطفال في الليل بعد مضي فترة من دخول الليل. ففي هذا الوقت، يكون الشياطين قد انتشرت وذهبت. ومن الممكن أن يفهم من ذلك أن الشياطين وجدت مأوى لها بعد هذه الفترة.
يُذكر ابن حجر أن السبب وراء انتشار الشياطين في الليل بدلاً من النهار هو أن حركتهم في الظلام أسهل لهم من حركتهم في النهار. فالظلام يعطي القوى الشيطانية القدرة على التحرك بحرية. وهذا ينطبق على جميع الكائنات السوداء.
من السنة أن يتم إغلاق الأبواب في أول المغرب وذكر اسم الله تعالى. ويدل على ذلك حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان جنح الليل، فكفوا صبيانكم، فإن الشيطان ينتشر حينئذٍ. وعندما يذهب ساعة من الليل، فاتركوهم وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله، فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً". وجنح الليل هو إقباله بعد غروب الشمس.
تعليمات النبي محمد صلى الله عليه وسلم للأمة الإسلامية تحمل العديد من الفوائد والحكم الحكيمة. ومن بين هذه التعليمات هو غلق الأبواب في الليل. وفي هذا المقال سنتناول فوائد غلق الأبواب في الليل وأهميتها في حياة المسلمين.
اقرأ ايضاً ->
بعد توقعها بسقوط طائرة الرئيس الايراني... ليلى عبد اللطيف تفجر مفاجأة من العيار الثقيل أرعب كل السعوديين بهذا الخصوص !غلق الأبواب في الليل يعد سنة مأمور بها في الإسلام. وذلك لحماية الناس من شياطين الإنس والجن. فقد أوضح الإمام ابن عبد البر في شرحه للحديث أن غلق الأبواب في الليل يعد سُنّة مأمور بها رفقاً بالناس. وهذا يعني أنها تعتبر واجبة للمسلمين لحماية أنفسهم من الشرور الخفية التي قد تتسلل إلى منازلهم.
في هذا الحديث، يُشير النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى نعم الله على عباده من الإنس. فقد أوضح الإمام ابن عبد البر أن عدم قدرة الشيطان على فتح الأبواب أو حل الوِكاء هو إعلام من الله تعالى عن نعمه على عباده. وهذا يعكس قوة الله وحمايته للمؤمنين من الشرور والمخاطر.
بالإضافة إلى غلق الأبواب في الليل، هناك بعض التعليمات الأخرى التي ينصح بها في الإسلام لضمان ليلة نوم آمنة ومحمية. وقد ذكر الخطيب الشربيني الشافعي بعض هذه التعليمات:
يُسَنّ تغطية الإناء في الليل، حتى ولو بعرض عود. وذلك لحماية المسلمين من أي شرور قد تتسلل إلى الإناء. كما يُسَنّ إيكاء السقاء لحماية الماء من الشوائب والأتربة والحشرات.
من التعليمات الأخرى المهمة هي إغلاق الأبواب في الليل وعدم تركها مفتوحة. كما يُنصح بكف الصبيان والماشية في الساعة الأولى من الليل لحمايتهم من الشرور والمخاطر. هذه التعليمات تعكس الحرص على سلامة وأمان الأسرة والممتلكات.
يُنصح بإطفاء المصباح قبل النوم لتوفير جو من الهدوء والسكينة. وذلك للحصول على نوم هادئ ومريح. إطفاء المصباح أيضًا يساهم في توفير الطاقة وحماية البيئة.
